ما يزال إعمال الحق في الصحة في مختلف جهات العالم يشكل تحديا كبيرا، و ما تزال المناشدات من أجل التمتع بالحق في الصحة تختزل هذا الحق في الصحة البدنية على حساب الصحة النفسية والعقلية؛ وذلك في سياق جديد يجتر ضحايا الحروب والنزاعات والانتهاكات الجسيمة والتحولات المناخية وتداعياتها الصحية العامة على مختلف الفئات
ولأن نصيب بلدان إفريقيا وضمنها منطقة الساحل والصحراء والتي هي مجال اشتغالنا، يشكل تحديا من تحديات تتنامى يوما بعد يوم، والاهتمام بمواجهتها ما يزال محدودا؛
في هذا الإطار، وبمناسبة اليوم العالمي للصحة، نلفت الانتباه لما تتعرض إليه مجموعة من الفئات من أضرارصحية بدنية ونفسية بمخيمات تندوف جنوب الجزائر
الأضرار الصحية المترتبة عن ممارسة احتجاز النساء في الماضي والحاضر فمنهن من لا تزلن تجتر معاناتهن الصحية بأبعادها البدنية والنفسية، وتنتظرن جبر الضرر؛
الأضرار النفسية لدى الأطفال والمترتبة عن تهجيرهم بعيدا عن عائلاتهم، إلى كوبا في الماضي أو استمرار استغلال صيغة عطل السلام حتى اليوم بإسبانيا لتفويت البعض من هؤلاء الأطفال ضمن عمليات التبني، بدون علم ولا إرادة أسرهم، هذا ناهيك عن الأضرار النفسية الكبيرة المترتبة عن تجنيد الأطفال وإشراكهم في البروباغاندا الحربية؛
استمرار المعاناة الصحية لضحايا الانتهاكات الجسيمة بمخيمات تندوف والذين يعدون بالمئات، حيث ما تزال أجسادهم تحمل أثار التعذيب من كي وسوط وأعضاء مكسورة أو مبتورة، وما يترتب عن ذلك من أضرار نفسية
الأضرار المتصلة بمستوى النمو الصحي للأطفال، حيث توثق تقارير دولية من قبيل تقرير اليونيسيف لسنة 2011، لوضع الأطفال بالمخيمات والخصاص المسجل على مستوى النمو وعلى مستوى التغذية المتوازنة واللقاحات، وفي مقابل ذلك ما زال تهريب المساعدات الإنسانية لغير أهدافها مستمرا، مما يتطلب التدخل السريع لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم وإحداث الآليات ذات الصلة بالمراقبة، للحرص وضمان وصول المساعدات للأطفال؛
وعليه، فمرصد الصحراء يناشد المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤوليته اتجاه ساكنة مخيمات تندوف فيما تكابده من انتهاكات تطال حقها الطبيعي في الصحة من طرف تنظيم البوليساريو والمسؤولية المباشرة لدولة الجزائر كبلد مضيف
عائشة الدويهي
رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان