أفادت مصادر من جماعة حد واد إفران أن المشتبه فيه بقتل الشابة (ف.ر) في المكان المسمى « ثافر ييج » على بعد حوالي 3 كيلومترات من مركز الجماعة تم أخيرا إلقاء القبض عليه بتونفيت بعدما اضطره الجوع على مايبدو للجوء إلى احد المقاهي بعد يومين من المطاردة ، لترصده العين اليقِظة لأحد أعوان السلطة وتنتهي بذلك مغامرة فراره

وترجع تفاصيل الحادث المؤلم الذي تم تنفيذه على الطريقة الداعشية حيث تم فصل رأس الضحية عن جسدها، إلى ليلة الخميس – الجمعة حسب رواية أب وأخت الضحية ،بعدما خرجت الهالكة (و هي أم عازبة) رفقة ابنتها البالغة من العمر حوالي تسع سنوات لقضاء حاجتها بمحيط المنزل في وقت متأخر من الليل، إلا أن البنت رجعت وحدها وهي ترتعش من الخوف والبرد لتخبر خالتها التي جاءت للاطمئنان على أبيها وقضاء الليلة معهم بأن احدهم وضع غطاء على رأس أمها وقام بجرها حيث يوجد شخصان آخران لم تتأكد من ملامحهما، فخرجت رفقتها لتتحرى الأمر، لتتفاجأ بالصغيرة تأتيها من وراء سياج من الكمثرى الشائكة على بعد أقل من ثلاثين مترا من المنزل، برأس أمها مفصولا عن جسدها ،وهو المنظر الذي جعلها تصاب بالصدمة وتطلق العنان للبكاء بشكل هيستيري ، فأسرعت لإخبار أبيها المريض المصاب بسرطان القولون والذي كان ليلتها راجعا لتوه رفقة الضحية ، منهكا من مستشفى لالة سلمى للسرطان بمكناس حيث يتابع العلاج ، فتجمهر الجيران البعيدون منهم حولهم، فيما تخلف أفراد عائلة خالها الذي يوجد مسكنه بمحاذاة منزل أب الراحلة، واكتفى هؤلاء بمتابعة أطوار ما يجري أمامهم من نوافذ منزلهم

شاع الخبر المفجع بسرعة في أرجاء الجماعة، وسرعان ما حل بمسرح الجريمة مختلف السلطات الأمنية والمحلية، ولم يتردد الأب المكلوم منذ الوهلة الأولى في توجيه أصابع الاتهام إلى صهره خال بنتيه، وإلى الراعي الذي استقدمه هذا الأخير من تونفيت منذ ما يناهز أربعة أشهر ، وذلك لأن هذا الراعي سبق له مؤخرا أن قام بتعن الضحية، واعتُقل من طرف الدرك الملكي بالجماعة قبل أن يتدخل رب عمله ليفلته من السجن ،ويهدد ابنة أخته حسب نفس المصادر بالقتل

وما زكى اتهامات الأب على الأقل فيما يخص الراعي،هو اختفاء هذا الأخير عن الأنظار صباح ذلك اليوم ، إلا أن الكلاب المدربة اقتفت أثره إلى أن عثرت على ثياب له ملطخة بالدماء بمنزل أخت له غير بعيد عن مكان الجريمة، وتم تمشيط المنطقة كلها بواسطة مروحية الدرك الملكي ومختلف أصناف رجال الأمن، لكن دون جدوى
وفيما تم نقل جثة الهالكة إلى مستودع الأموات لإخضاعها للتشريح من طرف الطبيب الشرعي، باشرت الشرطة القضائية بحد واد إفران وبأمر من النيابة العامة التحقيق مع الأب وابنته وحفيدته، و خال الضحية وأحد أبنائه ، وأخت الراعي وأبيه الذي تم استقدامه من تونفيت، ولم ينتهي التحقيق مع الأب وابنته وحفيدته إلا في وقت متأخر من مساء يوم السبت

يذكر أن الهالكة المزدادة بتاريخ 16 يناير 1984، يتيمة الأم منذ ما يناهز أربع سنوات، وتعد المعيل الوحيد لعائلتها حتى في حياة أمها،حيث تشتغل بالمقاهي بمركز الجماعة، وبالضيعات الفلاحية وقت جني الفواكه أو الخضر لتؤمن لقمة العيش لأبويها وابنتها التي تحرص على متابعة دراستها بالرغم من البعد من المدرسة، حيث تضطر يوميا لقطع المسافة الفاصلة بين منزل أبيها والمدرسة بمركز الجماعة ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام، وأن الخلاف بينها وبين خالها مرده إلى قطعة أرضية ورثتها مع أختها وأبيها من أمها، وسبق لخالها هذا في إطار اتفاق بينهم أن تنازل لهم عن حقه فيها مقابل تنازلهم له عن حقهم في أرض أخرى بمنطقة جبلية ، إلا أنه بعد خصامها مع الراعي تراجع عن الاتفاق واشتد النزاع بينهم لينتهي بالمأساة التي ستكشف التحقيقات المباشَرة على أدق تفاصيلها

وقد ووري جثمان الفقيدة الثرى مساء يوم الأحد بعد إخضاعه بمكناس لعملية التشريح بمقبرة أحد واد إفران في موكب جنائزي مهيب حضره العديد من المواطنين المتضامنين مع والد الضحية في مصابه الجلل سيما وأنها كانت بالنسبة له السند الوحيد بعد الله الذي يعتمد عليه في حياته

مرادي محمد