5 Sep 2018
اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الأربعاء ضابطين في الاستخبارات العسكرية الروسية بتنفيذ عملية تسميم الجاسوس السابق المزدوج سيرغي سكريبال وابنته بغاز نوفيتشوك على الأراضي البريطانية، في حين أصدرت الشرطة البريطانية مذكرتي توقيف بحقهما
وعرفت الشرطة البريطانية الأربعاء عن الرجلين الروسيين على أنهما الكسندر بتروف ورسلان بوشيروف
ويُشتبه بأنهما قاما بتسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا في الرابع من آذار/مارس في سالزبري في جنوب غرب بريطانيا. وتسببت القضية باندلاع أزمة دبلوماسية خطيرة بين الكرملين والدول الغربية
وقالت ماي إنه استناداً إلى معلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية « خلصت الحكومة إلى أن هذين الشخصين (…) هما ضابطان في مديرية الاستخبارات العسكرية الروسية ». وكانت ماي قد اتهمت موسكو بالوقوف خلف التسميم لكن دون أن تورد معلومات محددة
وأكدت رئيسة الوزراء المحافظة في كلمة لها أمام النواب البريطانيين العثور على آثار نوفيتشوك في غرفة فندق الروسيين المشتبه بهما
وأضافت أن العملية « تمت الموافقة عليها بالطبع خارج مديرية الاستخبارات الرئيسية، على مستوى رفيع في جهاز الدولة الروسي »
وطلبت بريطانيا الأربعاء اجتماعا طارئا لمجلس الأمن. وقالت السفيرة البريطانية كارن بيرس إن الاجتماع الذي يتوقع أن يُعقد الخميس، مخصص لإطلاع أعضاء المجلس على تطورات قضية تسميم سيرغي سكريبال وابنته يوليا
كذلك، تم استدعاء القائم بالاعمال الروسي في لندن الى الخارجية البريطانية
وردا على إصدار الشرطة البريطانية مذكرتي التوقيف الأوروبيتين، قالت الخارجية الروسية في بيان الاربعاء « تم سوق اتهامات لا اساس لها ضد الجانب الروسي (…) اضافة الى مطالبات عبثية على صلة بوضع لسنا معنيين به على الاطلاق »
واضافت « بدل اجراء تحقيق مستقل وموضوعي وشفاف في حوادث سالزبري وامسبري، تواصل لندن ممارسة دبلوماسية مناهضة لروسيا عبر الاستمرار في عملها الدعائي »
– « هل تعرفونهما؟ » –
وصرّح رئيس شعبة مكافحة الإرهاب نيل باسو خلال لقاء مع الصحافيين صباح الأربعاء أن اسمي الشخصين المطلوبين، الكسندر بتروف ورسلان بوشيروف، ليسا حقيقيين، داعيا الجمهور إلى الإدلاء بأي معلومات عنهما
وقال في مؤتمر صحافي « يرجح أنهما يتنقلان باسمين مستعارين وأن هذين ليسا اسميهما. لديهما جوازا سفر روسيان بهذين الاسمين ». وعرض صورتي الرجلين موجها السؤال إلى الجميع « عبر العالم: هل تعرفونهما »
وأشارت ماي أمام البرلمان إلى أن لندن لن تطلب تسليم المشتبهين، لعدم امكانية التأكد من أن موسكو ستنسق معها بشكل كاف
وقالت « كما استنتجنا من (قضية) مقتل الكسندر ليتفينينكو، كل طلب تسليم رسمي في هذه القضية سيكون خائباً » في إشارة إلى مقتل العميل السابق الكسندر ليتفينينكو بمادة إشعاعية عام 2006 في لندن. وقد اتهم قاض بريطاني موسكو بالوقوف خلف العملية
وفي بيان أوضحت النيابة البريطانية أنها وجهت الى الرجلين تهمة التآمر لارتكاب جريمة قتل، ومحاولة قتل سكريبال وشرطي بريطاني أصيب بالسم بعد أن أسعف سكريبال وابنته في سالزبري في آذار/مارس، وباستخدام وحيازة نوفيتشوك وهو غاز أعصاب ذو مفعول قوي
وقال باسو إن المشتبه بهما وصلا « إلى لندن يوم الجمعة 2 آذار/مارس إلى مطار غاتويك عبر الرحلة رقم اي يو 2588 » وأمضيا الليلة في فندق قبل التوجه في 3 آذار/مارس إلى سالزبري للقيام « برحلة استطلاع »
وأضاف باسو أنه في 4 آذار/مارس، « نعتقد أنهما لوّثا باب مدخل (منزل سيرغي سكريبال) بالنوفيتشوك » قبل أن يغادرا البلاد عبر مطار هيثرو في اليوم نفسه
– عقوبات أميركية –
تعرض الجاسوس الروسي السابق المزدوج سيرغي سكريبال الذي يقيم في سالزبري وابنته يوليا التي كانت تزوره، للتسميم في بداية آذار/مارس في سالزبري بغاز نوفيتشوك وهو غاز أعصاب فتاك طوّره الاتحاد السوفياتي السابق خلال الحرب الباردة. وحملت لندن موسكو مسؤولية ما حصل لكن روسيا نفت اي ضلوع لها.
ورداً على هذا التسميم، فرضت بريطانيا وحلفاؤها سلسلة عقوبات بحق روسيا ثم فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا دخلت حيز التنفيذ في 27 آب/أغسطس وتشمل خصوصا تصدير بعض المنتجات التكنولوجية مثل أجهزة أو معدات إلكترونية، ومبيعات الأسلحة الى روسيا. لكن واشنطن استثنت من اللائحة عددا من السلع وما له علاقة بالتعاون الفضائي، باسم « مصالح الامن القومي »
ووعدت روسيا باتخاذ تدابير ردا على هذه العقوبات
وبعد ثلاثة أشهر على تسميم سيرغي سكريبال وابنته، أصيب بريطانيان بعوارض المرض في ايمزبري القريبة من سالزبري بعد تعرضهما لغاز نوفيتشوك، وتوفي أحدهما
ونُقل تشارلي راولي (45 عاما) وصديقته دون ستورغيس (44 عاما) إلى مستشفى سالزبري، في 30 حزيران/يونيو. وقد أصيبا بعد تعاملهما مع زجاجة اعتقدا أن بداخلها عطراً انما كانت تحتوي على غاز نوفيتشوك الفتاك
وتوفيت ستورغيس وهي أم لثلاثة أطفال، في الثامن من تموز/يوليو. وقد غادر راولي المستشفى بعد ثلاثة أسابيع من الحادثة لكن في أواخر آب/أغسطس أعيد إدخاله بسبب مشاكل في النظر، حسب ما أعلن شقيقه
المصدرAFP