18 Aug 2018
توفي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي انان عن عمر يناهز 80 عاما بعد فترة قصيرة من اصابته بالمرض، بحسب ما أعلنت المؤسسة التي تحمل اسمه السبت
ونعته المؤسسة في بيان كتبت فيه « ببالغ الحزن تعلن عائلة انان ومؤسسة كوفي انان ان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة والحائز جائزة نوبل للسلام كوفي انان، توفي بسلام السبت 18 آب/اغسطس بعد اصابته بمرض لفرة قصيرة »
وأكد البيان أن « زوجته ناني وابناءهما أما وكوجو ونينا كانوا إلى جانبه في أيامه الأخيرة »
وبحسب وكالة الانباء السويسرية، توفي انان في مستشفى في الكانتون الناطق بالألمانية في سويسرا
وكوفي انان غاني وكان يقيم في سويسرا. وأعلنت غانا الحداد لأسبوع على وفاته
عمل انان في السلك الدبلوماسي وساهمت شخصيته اللافتة في تعزيز حضور الأمم المتحدة على الساحة الدولية خلال ولايتيه من 1997 الى 2006
وأصبح بسرعة وجها مألوفا على شاشات التلفزيون، واحتل اسمه عناوين الصحف. وكان يدعى باستمرار إلى الحفلات والولائم التي تقام في نيويورك
وأعرب الأمين العام الحالي للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن حزن عميق لنبأ وفاة انان الذي حيا فيه « قوة تعمل من أجل الخير »
واضاف أن أنان « كان بأوجه مختلفة يجسد الأمم المتحدة »، مؤكدا أنه « خرج من الصفوف لقيادة المنظمة إلى الألفية الجديدة باعتزاز وتصميم لا مثيل لهما »
وتابع « ككثيرين، افتخر بأن أدعو كوفي انان صديقا ومعلما »
وأعلن رئيس غانا نانا اكوفو-ادو السبت الحداد لأسبوع وتنكيس الاعلام الوطنية في غانا والبعثات الدبلوماسية في الخارج تكريما « لاحد مواطنينا الأعظم شأنا »
وكوفي أنان أول امين عام للمنظمة الدولية من أفريقيا. وقد قاد الأمم المتحدة خلال فترة حرب العراق التي اتسمت باضطراب كبير. لكن حصيلة اداءه شابتها اتهامات بالفساد في فضيحة « النفط مقابل الغذاء »
وبرأت لجنة تحقيق انان من اي مخالفة، لكنها وجدت تجاوزات اخلاقية وادارية فيما يتعلق بعلاقات ابنه كوجو بشركة سويسرية حازت على عقود مربحة في برنامج « النفط مقابل الغذاء »
وأقر انان في وقت لاحق بأن الفضحية لم تؤثر على مركزه كأمين عام فحسب، بل كأب أيضا
ورغم ذلك كان عندما غادر الامم المتحدة، أحد الأمناء العامين الأكثر شعبية، وكثيرا ما أشير اليه ب »النجم الدبلوماسي » في الدوائر الدبلوماسية الدولية
وفي 2001، عندما كان العالم يحاول تجاوز هجمات 11 ايلول/سبتمبر، منح انان جائزة نوبل للسلام مشاركة مع المنظمة الدولية « لعملهما من أجل عالم أفضل تنظيما وأكثر سلاما »
– أفضل مثال للانسانية –
ولد انان في كوماسي، عاصمة منطقة اشانتي في غانا. وكان والده مديرا في شركة تجارة اوروبية، هي شركة « يونايتد افريكا » (افريقيا المتحدة) المتفرعة عن شركة يونيليفر الانكليزية-الهولندية
وبعد انتهاء ولايته الثانية على رأس الامم المتحدة، قام انان بأدوار وساطة مهمة في كينيا وسوريا
وانشأ فيما بعد مؤسسة خصصت لحل النزاعات وانضم إلى رؤساء دول في مجموعة « العقلاء » التي تلفت باستمرار إلى قضايا دولية
وعبر المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين عن بالغ حزنه لوفاة انان
وقال إن « كوفي كان أفضل مثال للبشرية، قمة الكرامة البشرية والنبل. في عالم مليء الان بقادة ليسوا كذلك، تصبح الخسارة التي تكبدناها، التي تكبدها العالم، أكثر ألما »
واضاف أن انان « كان صديقا للالاف وقائدا للملايين »
المصدر: AFP